منتديات coOol
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات coOol

منتديات للموضه و منتديات للبنات و الاولاد
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 وليد إخلاصي يذهب بعيداً في رواية "رحلة السفرجل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
hema king
المديرة
المديرة
hema king


العقرب عدد المساهمات : 169
تاريخ التسجيل : 04/02/2010
العمر : 27
الموقع : https://contact.ahlamountada.com
المزاج : جامد جدااااااااااااا

وليد إخلاصي يذهب بعيداً في رواية "رحلة السفرجل Empty
مُساهمةموضوع: وليد إخلاصي يذهب بعيداً في رواية "رحلة السفرجل   وليد إخلاصي يذهب بعيداً في رواية "رحلة السفرجل I_icon_minitimeالثلاثاء فبراير 16, 2010 7:12 am

بسم الله الرحمن الرحيم


يعترف بأن ماكتبه حكاية لاتنطبق عليها شروط الفن الروائي






قسّم أحد النقاد رواية الكاتب السوري وليد إخلاصي إلى زمنين: زمن واقعي- فعلي، وآخر رمزي. واعتبر أن زمن الحكاية الفعلي يمتد على مدى ثلاثة أيام، تبدأ باستيقاظ المهندس عبد المعين السفرجل الذي يعيش وحيداً في منزله، وتنتهي بركوبه القطار المسافر إلى دمشق. وما بين استيقاظه ومغادرته يلتقي برفاق المقهى المتقاعدين: العميد سامي، والوزير السابق نصر الله، وأستاذ الجغرافيا كامل السيّاف، ثمَّ بابنته صفيّة التي ُيعْلِمها بسفره. لكن هذا الزمن القصير يُخترَق باسترجاعات زمنية بعيدة وقريبة تغطّي فترة طفولته، ودراسته الثانوية، والجامعيّة، وأحداث الثمانينيات، وعمله بعد التخرّج، ومشاريعه الهندسيّة، وأحلامه، وقصّة حبِّه لثرّيا، وخطبته لفاطمة وزواجه، ثمَّ حياته الأسرية مع بناته. ويعتبر الناقد أن ما بين اللحظة الراهنة التي يعيشها السفرجل والماضي البعيد والقريب، تتوالى الأحداث المُسترجعة والمعيشة، في نسق زمني متقطّع عبر التداعي والتذكّر والمونولوج والديالوج؛ لتضيء العالم الداخلي للسفرجل، وشبكة علاقاته الخارجية التي تربطه بالوسط المحيط.

وقد استدعى هذا الانتقال الزمني البندولي ما بين الحاضر والماضي، الانتقال المكاني أيضاً ما بين حلب والحسكة، حيث تعيش ابنته عائشة، والقطار المتّجه إلى دمشق، وداخل أحياء ومعالم حلب ذاتها، مثل: القلعة، والجديّدة، وساحة سعد الله، ومحطّة القطار، وساحة جامع الأطروش، والمقهى. ويتناغم الزمان والمكان في دلالتهما الواقعية والنفسية والرمزية، فيبدو الزمن الراهن (الشيخوخة والتقاعد) وفضاؤه المكاني: المقهى، والقطار، مشحوناً بالخوف والتأمّل، والأسئلة الوجودية عن الموت والحياة. فيما يبدو الزمن الماضي (الشباب والدراسة والحبّ) وفضاؤه المكاني: القلعة، حيّ الجديّدة، الحديقة العامّة، مشحوناً بالحنين ورهناً للذكريات الحميمة والأحلام والمشاريع والطموحات.

وحسب مصدر آخر؛ فإن الفكرة الأساسية التي بني عليها العمل تقول عدة أمور، من أهمها أن تقاعد المرء بعد أن يمضي قسماً كبيراً من عمره في العمل، يشبه نوعاً من الموت. إن ما يودّع به من إشادة ومدح هو أقرب إلى رثاء لطيف لعمر لا يلبث أن يلفه النسيان.

بدأ إخلاصي بوصف أول يوم من تقاعده وتوقفه عن العمل وتوقف ساعة "المنبه"، وهي هنا آلة تسجيل لموسيقا كانت توقظه. نقرأ الصفحة الأولى.. "كانت الدقائق التي مرت على ‘معين السفرجل‘ في بدايات استيقاظه المتقلبة مدخلا لإدراكه أن شيئاً ما يحدث في الدار؛ شيئا لم يحدث مثله من قبل".

"واستطاع بعد قليل أن يحدد مصدر الاضطراب.. فالذي حدث هو ما في الجهاز القائم في غرفة المعيشة. وكانت المجموعة التي تضم المسجل قد برمجت لتنطلق الموسيقا في الساعة السابعة من صباح كل يوم إيذاناً باستقبال نهار جديد.. وبذا أصبح المسجل جهاز توقيت منتظم اعتمدت عليه ساعة الانطلاق إلى العمل، وظلت كذلك بعد أن بات متقاعداً؛ فلم يتغير نظام استيقاظه".

نهار طويل وهو وحيد في البيت. زوجته توجهت في زيارة لإحدى بناتهما التي تعيش مع عائلتها في مدينة بعيدة. جميع بناته تزوجن وابتعدن. درَج الآن على التوجه إلى إحدى المقاهي؛ ليلتقي عدداً من الأصدقاء المتقاعدين مثله.

وبعيداً عن تلخيص المصدر المذكور للرواية، نلاحظ الحجم الكبير لحضور التفاصيل اليومية في الرواية. لقد بدا الأمر أن إخلاصي لا يكتب رواية، بل يحكي قصة واقعية عن أولئك الذين يعانون كثيرا في بلادنا جراء نظام التقاعد الوظيفي، في ظل عدم وجود أي نظام لرعاية الشيخوخة. ثمة من يتساءل عن المعنى الإبداعي لهكذا نوع من الكتابة التي لا تضيف شيئاً، بل تعيد وصف الواقع الذي يعرفه ويعيشه الجميع أصلاً. فأين الإبداع؟!

يتابع كاتب المقال: كان السفرجل قد تخرج مهندساً مميزاً متفوقاً، لكنه لم يستطع أن يحقق أحلامه ومشاريعه المعمارية، فاضطر إلى قبول وظيفة في إحدى الوزارات، حيث كان رؤساؤه من "الإمّعات" الذين لم يكونوا مساوين له موهبةً وإنجازاً.

ويرى أن نهاية الرواية جاءت بعد أن قصد السفرجل العاصمة دمشق من مدينته حلب، ليقدم اقتراحاً إلى الوزير. فواجه إخفاقاً. في طريق العودة أصيب القطار بعطل استمر مدة طويلة. خرج السفرجل يتمشى وابتعد عن القطار المتوقف. جلس على مرتفع. يعتبر الكاتب أن ذلك يعتبر عودة رومانسية إلى الطبيعة. بدا له أن هناك صوتاً يناديه "اقترب يا سفرجل... فاقترب. سمعه دون أن يتحرك... من أين يأتي النداء؟ أيمين التل ينادي أم يساره؟ فخيل إليه أن جميع الأرجاء تهتف باسمه، تدعوه. سمع فجأة صوت القطار، فانشدّ إليه ليشهد عن بعد عدداً من الركاب... يتسابقون في الصعود إليه...".

ومر القطار، وهو لايزال يستمع إلى النداء.. "اقترب. وكان النداء كصفير قطار يخترق الروح التي كانت ترتعش في محاولة جاهدة لتلبية أمر الاقتراب".. وعلى هذا المنوال يتابع إخلاصي روايته الواقعية إلى درجة مريبة!

في حوار مع الكاتب، اعتبر إخلاصي أن "رحلة السفرجل لم تكن غريبة عن واقع الحياة. اليأس المتراكم عبر سنوات الشباب والشيخوخة للذين يمتلكون بذور الموهبة أو ثمارها، هو الذي يشكل لعنة قد ترافقهم حتى نهاية العمر. وتلك هي الضريبة يدفعها هذا النوع من البشر في مجتمعنا، وقد يدفعها في مجتمعات أخرى. وللعدل فإن هذه الضريبة سينجو من دفعها قلة من أعداد الموهوبين.هم يحلمون برؤية جديدة للحياة، وهم يشكلون طليعة خفية في مجتمعهم. ويرى إخلاصي أن المشكلة تكمن في المدن. المدينة فخ يقع فيه من يخرج عن السرب، ومن كان يمتلك موهبة ما. لأنه من المألوف ألا ينجو صاحب الموهبة، باستثناء من يمتلك القدرة على المثابرة. والمدينة فخ لما فيها من صراعات وقيود تحدّ من طاقة الإنسان. وتلك هي مدن عربية قد استشرى فيها فساد الأرواح وسوقية التفكير، ونزاع المصالح في قتال التنافس, وأيضاً في لعبة الحصول على الكراسي".

وبعيداً عن مضمون "رحلة السفرجل"، كما يرى إخلاصي، فإن أسلوب الحكاية لم يحتمل قول ما يمكن أن يقال. فلا الإنشاء من وصف ومحسّنات يحتملها "معين السفرجل" لإغناء وجوده، ولا هو كبطل حكائي على استعداد لتجميل أو إضفاء الزيادات على شخصه، فهو المستسلم بعد يأس. وتلك هي الحكاية.

ويعترف وليد إخلاصي أن ما كتبه ليس رواية، ولا يحقق شروط الرواية. بل هي حكاية، إذ يقول:"رحلة السفرجل ليست سوى حكاية لم تتحقق فيها صفات الرواية، ولذا حافظت على احترامها للكيان وهو جنس أدبي نعترف به".



رواية: رحلة السفرجل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://contact.ahlamountada.com
 
وليد إخلاصي يذهب بعيداً في رواية "رحلة السفرجل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رحلة العمر ونقاط التحول قصة
» رواية مسموح يامن ملكت الروح

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات coOol :: °•(منتدى القصص)•° :: *القصص و نبض الحروف*-
انتقل الى: