الحديث
عن أنبياء الله في (الكتاب المقدس) حديث أشبه بأحاديث الخيال، حديثٌ لا
يكاد يصدق، إلا أنه حقيقة في كتاب النصارى (المقدس)، يعترفون بها ولا
ينكرونها.وهاك بعض ملامحها. وفي هذا المقال لا أقوم بِبَتْرِ النَّص وإنما
أنقل سياقا كاملا.
نوح (عليه السلام)
في كتابهم أنه شرب من الخمر فسكر وتعرى، ورأى ابنه عورته فلعنه ولعن ابنه - أي حفيد نوح عليه السلام.!!!!!
في سفر التكوين (وابتدأ نُوحٌ يَكُونُ فَلَّاحا وَغَرَسَ كَرْما. وَشَرِبَ
مِنَ الْخَمْرِ فَسَكِرَ وَتَعَرَّى دَاخِلَ خِبَائِهِ. فأبصر حَامٌ أبو
كَنْعَانَ عَوْرَةَ أبيه وَأخْبَرَ أخويه خَارِجا. فَاخَذَ سَامٌ
وَيَافَثُ الرِّدَاءَ وَوَضَعَاهُ عَلَى أكتافهما وَمَشَيَا إلى وَرَاءِ
وَسَتَرَا عَوْرَةَ أبيهما وَوَجْهَاهُمَا إلى الْوَرَاءِ. فَلَمْ
يُبْصِرَا عَوْرَةَ أبيهما. فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ نُوحٌ مِنْ خَمْرِهِ
عَلِمَ مَا فَعَلَ بِهِ ابْنُهُ الصَّغِيرُ فَقَالَ: «مَلْعُونٌ
كَنْعَانُ. عَبْدَ الْعَبِيدِ يَكُونُ لإخوته». وَقَالَ: «مُبَارَكٌ
الرَّبُّ الَهُ سَامٍ. وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْدا لَهُ. لِيَفْتَحِ
اللهُ لِيَافَثَ فَيَسْكُنَ فِي مَسَاكِنِ سَامٍ. وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ
عَبْدا لَهُمْ»).
ونسأل: نبي ويشرب الخمر؟! .. نبي يسكر ويتعرى؟!.. نبي ويلعن حفيده الذي لا ذنب له؟! ويجعله عبدا لأعمامه على جرم لم يقترفه؟؟
لوط (عليه السلام)
قالوا عنه: شرب خمرا وسكر ثم زنى بابنتيه وأنجب منهما ولدين موآب وعمون!!!
التكوين: (وَصَعِدَ لُوطٌ مِنْ صُوغَرَ وَسَكَنَ فِي الْجَبَلِ
وَابْنَتَاهُ مَعَهُ لأنه خَافَ أن يَسْكُنَ فِي صُوغَرَ. فَسَكَنَ فِي
الْمَغَارَةِ هُوَ وَابْنَتَاهُ. وَقَالَتِ الْبِكْرُ لِلصَّغِيرَةِ:
«أبونا قَدْ شَاخَ وَلَيْسَ فِي الأرض رَجُلٌ لِيَدْخُلَ عَلَيْنَا
كَعَادَةِ كُلِّ الأرض. هَلُمَّ نَسْقِي أبانا خَمْرا وَنَضْطَجِعُ مَعَهُ
فَنُحْيِي مِنْ أبينا نَسْلا». فَسَقَتَا أباهما خَمْرا فِي تِلْكَ
اللَّيْلَةِ وَدَخَلَتِ الْبِكْرُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَ أبيها وَلَمْ
يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلا بِقِيَامِهَا. وَحَدَثَ فِي الْغَدِ أن
الْبِكْرَ قَالَتْ لِلصَّغِيرَةِ: «إني قَدِ اضْطَجَعْتُ الْبَارِحَةَ
مَعَ أبي. نَسْقِيهِ خَمْرا اللَّيْلَةَ أيضا فَادْخُلِي اضْطَجِعِي
مَعَهُ فَنُحْيِيَ مِنْ أبينا نَسْلا».
فَسَقَتَا أباهما خَمْرا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أيضا وَقَامَتِ
الصَّغِيرَةُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَهُ وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلا
بِقِيَامِهَا. فَحَبِلَتِ ابْنَتَا لُوطٍ مِنْ أبيهما. فَوَلَدَتِ
الْبِكْرُ ابْنا وَدَعَتِ اسْمَهُ «مُوابَ» -وَهُوَ أبو الْمُوابِيِّينَ
إلى الْيَوْمِ. وَالصَّغِيرَةُ أيضا وَلَدَتِ ابْنا وَدَعَتِ اسْمَهُ
«بِنْ عَمِّي»- وَهُوَ أبو بَنِي عَمُّونَ إلى الْيَوْمِ)
إسرائيل «يعقوب» (عليه السلام)
قالوا عنه:
- مكر بأبيه اسحق وسرق البركة من أخيه عيسو.
- صارع الرب وكاد يغلبه.
- لطم الخدود وشق الجيوب وكفر بقضاء الله حين سمع بخبر أكل الذئب ليوسف عليه السلام.
- واتهموا بناته بالزنا.
- ويذكر الكتاب المقدس بعد ذكر قصة زنا بنت يعقوب (دِينَةُ ابْنَةُ
لَيْئَةَ) أن أبناء يعقوب قاموا بقتل كل الذكور ونهبوا البلدة بعدما
أمنوهم على أنفسهم -أي غدروا بهم- وذلك لأن شكيم قد زنى بأختهما.
- ويقولون أن واحدا من أبناءه -عليه السلام- زني بسرّية أبيه، والسرية في حكم الزوجة عندنا وعندهم أيضا.
وكله كلام (مقدس) يحتويه (الكتاب المقدس).!!
وعندنا: ﴿ وَجَآؤُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ
لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ
عَلَى مَا تَصِفُونَ ﴾ (يوسف: 18)
موسى (عليه السلام)
قالوا عنه:
- خان الله -عز وجل- هو وهارون -عليهما السلام- ولم يقدسا الله تبارك وتعالى بين شعب إسرائيل كما أمرهما.
- ويسيء الأدب مع الله وهو يخاطبه. إذ يقول بزعمهم: (فَرَجَعَ مُوسَى إلى
الرَّبِّ وَقَالَ: «يَا سَيِّدُ لِمَاذَا أسَاءتَ إلى هَذَا الشَّعْبِ؟
لِمَاذَا أرسلتني؟. فَانَّهُ مُنْذُ دَخَلْتُ إلى فِرْعَوْنَ لا تَكَلَّمَ
بِاسْمِكَ أساء إلى هَذَا الشَّعْبِ. وأنت لَمْ تُخَلِّصْ شَعْبَكَ».
واقرأ هذه: فَقَال مُوسَى لِلرَّبِّ: «لِمَاذَا أَسَأْتَ إِلى عَبْدِكَ
وَلِمَاذَا لمْ أَجِدْ نِعْمَةً فِي عَيْنَيْكَ حَتَّى أَنَّكَ وَضَعْتَ
ثِقْل جَمِيعِ هَذَا الشَّعْبِ عَليَّ؟).
هارون (عليه السلام)
نسبوا إليه هو صناعة العجل لبني إسرائيل كي يعبدوه من دون الله.
داود (عليه السلام)
قالوا عنه:
- زنا بزوجة جارة أوريا الحثي وحبلت منه.جاء في سفر صموئيل الثاني
(وَكَانَ فِي وَقْتِ الْمَسَاءِ أَنَّ دَاوُدَ قَامَ عَنْ سَرِيرِهِ
وَتَمَشَّى عَلَى سَطْحِ بَيْتِ الْمَلِكِ، فَرَأَى مِنْ عَلَى السَّطْحِ
امْرَأَةً تَسْتَحِمُّ. وَكَانَتِ الْمَرْأَةُ جَمِيلَةَ الْمَنْظَرِ
جِدًّا.. فَأَرْسَلَ دَاوُدُ وَسَأَلَ عَنِ الْمَرْأَةِ، فَقَالَ وَاحِدٌ:
«أَلَيْسَتْ هَذِهِ بَثْشَبَعَ بِنْتَ أَلِيعَامَ امْرَأَةَ أُورِيَّا
الْحِثِّيِّ؟». فَأَرْسَلَ دَاوُدُ رُسُلًا وَأَخَذَهَا، فَدَخَلَتْ
إِلَيْهِ فَاضْطَجَعَ مَعَهَا وَهِيَ مُطَهَّرَةٌ مِنْ طَمْثِهَا. ثُمَّ
رَجَعَتْ إِلَى بَيْتِهَا. وَحَبِلَتِ الْمَرْأَةُ، فَأَرْسَلَتْ
وَأَخْبَرَتْ دَاوُدَ وَقَالَتْ: «إِنِّي حُبْلَى»).
- وقالوا أنه أردف ذلك بتدبير مؤامرة لزوج هذه المرأة وقتله وضم هذه
المرأة لنسائه وأنجب منها سليمان عليه السلام-من سفاح- قطع الله لسانهم.
- يرقص (بكل قوته) أمام الرب ويتكشّف فتحتقره امرأته.
- يحضن فتاة عذراء غريبة عنه لتدفئه.
- ابنه أمنون يزني ببنته ثامار -ابن داود وبنت داود- ولا يقيم عليه الحد.
- يقتل 200 فلسطيني ويقطع غلفهم -حشفة الذكر- مهرا لميكال بنت شاول
- قالوا عنه ينشر شعوبا كاملة أطفالا ونساء ورجالا.
سليمان بن داود (عليه السلام)
قالوا عنه: تزوج من نساء أجنبيات مخالفا الشريعة وأملن قلبه حتى كفر بالله وعبد الأصنام وأقام لها معبدا.
أشعياء «شعيب» (عليه السلام)
قالوا عنه: مشي عريان وحافيا ثلاث سنوات!!!
وعندهم من الأنبياء من مات منتحرا، ومن اتخذ امرأة زنا بأمر (الرب) وقتل
الأطفال وشق بطون الحوامل، ومن تعصب مع الرب وتطاول عليه. ونبي يكذب،ونبي
يذهب لعرَّافة كي تحضِّر له روح نبي آخر، ونبي يتسبب في قتل صاحبه. ونبي
أحمق يمنعه من الحماقة (حِمَارٌ أَعْجَمُ نَاطِقًا بِصَوْتِ إِنْسَانٍ).
وكله كلام (مقدس).!!
وبعد:
هكذا يتكلم النصارى ومعهم اليهود على أنبياء الله. وليس معصوما عندهم سوى الأحبار والرهبان.
أنبياء الله كذبه وزناه وأولاد حرام وقليلو الأدب مع ربهم، والأحبار
والرهبان معصومون من الخطأ. تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا.
وختاما أخاطبكم بما خاطب به رب العزّة جلّ جلاله يقول الله تعالى:
﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ غَيْرَ
الْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعُواْ أَهْوَاء قَوْمٍ قَدْ ضَلُّواْ مِن قَبْلُ
وَأَضَلُّواْ كَثِيرًا وَضَلُّواْ عَن سَوَاء السَّبِيلِ ﴾ [المائدة: 77]
﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ
كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن
كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ ﴾ [المائدة:
15]
﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى
فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَاءنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ
نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءكُم بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
قَدِيرٌ ﴾ [المائدة: 19]
فهل محمد صلي الله عليه وسلم مستثني من تطاولهم عليه....وهل سيكون عندهم أفضل وأعز من أنبيائهم .... حسبي الله ونعم الوكيل[/size]