لقد قال المنكر والظلم والبغي والعدوان .. لقد قال أن أفضل طريقة أن نجعلها في صفنا (جعله الله في صف فرعون وهامان يوم القيامة)
نضع لها حبة من حبوب المخدرات وتصير تحت أيدينا ولا تستطيع فضحنا أبداً .. رفضت ذلك بالتأكيد !!
إنها سارة العفيفة الشريفة الحبيبة الحنونة .. إنها سارة أختي !
ولكن وسوسوا لي وقالوا هي لن تخسر شيء .. أنت ستحضر لها الحبوب في بيتكم وهي معززة مكرمة !!
إنها مجرد حبوب وأنت تعرف أنها لا تؤثر ذاك التأثير !
وتحت تأثير المخدر وتحت ضغوط شياطينهم وشيطاني وافقت ورتبت معهم كل شيء .. ذهبت إلى البيت وقابلتني سارة وطالبتني وقلت لها اصنعي لي كوباً من الشاي وأنا سأعترف لك بكل شيء .. ذهبت المسكينة من عندي وكلها أمل في أن تحل مشكلتي وأنا في رأسي ألف شيطان وشيطان وهمي هو هدم حياتها كلها ..
أحضرت لي كوب الشاي فقلت لها : صبي لي ولك فصبت ثم قلت لها : أحضري لي كأساً من الماء فذهبت لتحضره وعندما خرجت من الغرفة .. أقسم بالله من غير شعور نزلت مني دمعة ..
لا أدري .. هل هي دمعة ألم على مستقبلها ؟
أم هي دمعة على روحي التي طلعت من عيني .. لا أدري ضميري !!
لا أدري هل هي دمعة فرح لأنني أوفيت لأصحابي بالوعد وأني حفظت السر للأبد!
وضعت في كأستها حبة كاملة وجائت وهي تبتسم وأنا أراها أمامي كالحمل الوديع الذي دخل غابة الذئاب بكل نية صافية !
رات سارة دموعي فصارت تمسحها وتقول لي أن الرجل لا يبكي وأخذت تحاول مواساتي وهي تعتقد بأنني نادم .. للأسف هي لا تدري أنني أبكي عليها وليس على نفسي .. أبكي على مستقبلها ، على ضحكتها ، على عيونها وعلى قلبها الأبيض الطاهر!!
الشيطان في نفسي يقول اصبر فلن يضرها وغداً سوف تتداوى أنت وهي .. وهي لا تستطيع أن تحس بمعاناتك ولن تقدر على مساعدتك للخروج من أزمتك إلا إذا عاشت التجربة بنفسها !!
راح الشيطان يزين لي السوء والفسق والفساد .. حسبي الله عليه
قلت لها دعينا نشرب الشاي حتى أهدأ وبعدها نتكلم .. فشربت ويا ليتها ما شربت ويا ليتها ما صنعت الشاي ولكنني أخذت أجرها في السوالف حتى بدت تغيب عن الوعي فصرت أضحك مرة وأبكي مرة أخرى .. لا أدري ما الذي أصابني .. أضحك وأبكي ودموعي على خدي .. وبدأ إبليس يوسوس لي بأنني سوف أنكشف إذا شاهدها أبي وأمي بهذه الحالة ففكرت في الهروب وفعلاً هربت لأصحابي وبشرتهم بالمصيبة التي صنعتها فباركولي وقالوا لي لا يفعل هذا إلا الرجال .. أنت الأمير وأنت زعيم الشلة وأنت الآمر والناهي ونحن كلنا رهن أمرك !!
نمنا تلك الليلة وعند الظهر بدأت ارتجف وأسال نفسي ماذا فعلت وماذا اقترفت يداي فصاروا أصحابي يسألونني ويقولون نحن أول الناس معك في علاجها ومادامت حبوب فقط فهي بسيطة وأهم شيء أن سرنا في بئر لا يعلمه أحد ..
بعد يومين بدأ أبي يسأل عني بعد ما انقطعت عنهم ، فأرسلت أصحابي حتى يشاهدون الوضع في البيت كيف هو لأنني خائف من وعلى أختي .. طمئنوني بأن كل شيء على خير ما يرام ولم يحدث شيء فذهبت إلى البيت وأنا مستعد للضرب والشتم والسب والملام الذي لم يعد يفيد!!
ضربني أبي وأمي تلوم وأختي تلوم ويهددون .. وبعد أيام جائتني أختي وسألتني عن شيء وضعته لها في الشاي أعجبها وتريد منه ورفضت فصارت تتوسل لي وتقبل أقدامي مثلما كنت أفعل أنا مع أصحابي عندما أطلبهم فرحمتها وأعطيتها وتكرر هذا مرات كثيرة وبدأت أحوالها الدراسية تتدهور حتى تركت الدراسة بلا سبب واضح لأهلي فصبروا أنفسهم لأن البنت مصيرها في النهاية هو بيتها ، فتحولت الآمال إلى أخي الأصغر مني ..
في إحدى المرات طلبت البضاعة من أحد أصدقاء الشلة وما أسوأها من مرة من مرة فقد انتهت من عندي ورفض أن يعطيني إلا إذا وافقت على شرطه .... أتدرون ما هو شرطه ؟
حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الله عليه وعلى إبليس حسبي الله عليه !!
شرطه أختي سارة يريد أن يزني بها فرفضت وتشاجرت معه .. وأصحابنا الحاضرين يحاولون الإصلاح ويقولون لي أن الأمر عادي ومادامت مرة فهي لا تضر وإذا سألتها ووافقت فما يضيرك أنت ؟ فصاروا معه ضدي .. كلهم كانوا معه وقلت له أنت أول واحد كان يقولي أنا معك في طلب دوائها وعلاجها واليوم تطلب .. حسافة بالصداقة .. فقال بالفم المليان : أي صداقة وأي علاج يا شيخ انسى انسى انسى .. فتخاصمنا وقاطعت الشلة .. طالت الأيام وصبرت أنا وأختي بدأت تطلب وأنا لا يوجد عندي وليس لي طريق إلا هم وأختي حالتها تسوء يوماً بعد يوم وتطالبني ولو بكسرة حبة .. فوسوس لي الشيطان أن أسألها إذا وافقت فلا أخسر أنا شيئاً ولن يدري أحد سوى أنا وهي وصاحبي على أن يعدني بأن يبقى الأمر سراً بيننا ولا يخبر أحداً به !!
فصارحتها وقلت لها بأن الشخص الذي عنده الحبوب يريدك ويريد أن يفعل بك كذا وكذا ثم يعطينا كل الذي نحتاجه وببلاش ودائماً سيعطينا ما نريد !!
قالت على طول : أنا موافقة .. هيا بنا نذهب إليه !!
خططنا أنا وأختي أن نخرج وفعلاً خرجنا أنا وهي وذهبنا غلى صاحبي في شقته وطلب مني أن أقضي مشواراً حتى يقضي ما يريد من أختي .. الله يلعني ويلعن نفسي وصاحبي وشياطيني والحبوب وأهلها ومستعمليها !!
جئت بعد ساعة وإذا بأختي شبه عارية في شقة صاحبي وأنا مغلوب على أمري وكل ما أريده هو هفة هيروين .. فجلسنا أنا وصاحبي وأختي من الظهر إلى بعد العشاء في جلسة سمر وشرب وعهر !!
يا ويلي من ربي يا ويلي من ربي ويلي من النار أنا من أهلها أنا من أهلها .. ليتني أموت يا رب موتني يا رب موتني أنا حيوان ما استاهل أعيش لو لحظة ..
رجعنا أنا وأختي للبيت ولا كأن شيئاً قد حدث فصرت أقول لأختي هذه أول وآخر مرة وأثاري صاحبي النجس عطى أختي مواعيد وأرقامه الخاصة فإذا أرادت أختي تتصل به دون الرجوع إلي بلا علمي ومرت الأيام وأنا أرى أختي تطلع من البيت على غير عادتها وترافقها أختي الصغيرة فمرة يذهبون للسوق وللمستشفى حتى أنها طلبت التسجيل مره ثانية بالمعهد فحاول المسكين أبي بكل ما يملك وبكل من يعرف حتى يرجعها من جديد وفرحت العائلة من جديد بعودتها للدراسة واهتمامها بها !!
ومره وأنا عند أحد أصحابي قال لنا هيا نذهب إلى أحد أصحابنا وبالفعل ذهبنا له وياللمصيبة لقيت أختي
عنده وبين أحضانه وانفجرت من الزعل فقامت أختي وقالت لي : ما شأنك أنت ؟ هذه حياتي وأنا حرة فيها !!
أخذني صاحبي معه وأعطاني السم الهاري الذي ينسي الإنسان أعز ما ما يملك ويجعله في نظره أبخس الأشياء وأرذلها .. رجعنا لصاحبنا وأنا في شدة الإدمان ولعبوا مع أختي وأنا بينهم كالبهيمة بل أسوأ .. ما ألعنها من حياة وما ألعنه من مصير !!
مع العصر رجعنا للبيت وأنا لا ادري ما افعل فالعار ذهب والمال ذهب والشرف ذهب والمستقبل ذهب والعقل ذهب وكل شيء بالتأكيد ذهب !!
مرت الأيام وأنا أبكي إذا صحيت وأضحك إذا سكرت .. حياة بهيمة بل أردى حياة رخيصة سافلة نجسة وفي مرة من المرات المشؤومة وكل حياتي كانت مشؤومة .. وفي إحدى الصباحات السوداء عند التاسعة
إذا بالشرطة تتصل بأبي في العمل ويقولون له احضر فوراً .. فحضر فكانت الطامة التي لم يتحملها ومات بعدها بأيام وأمي فقدت نطقها منها .. أتدرون ما هي .. أتدرون؟
لقد كانت أختي برفقة شاب في منطقة استراحات خارج المدينة وهم في حالة سكر.. وحصل لهم حادث وتوفي الاثنان فوراً .. يالها من مصيبة تنطق الحجر وتبكي الصخر !!
يالهما من نهاية يا سارة لم تكتبيها ولم تختاريها ولم تتمنينها أبداً !
سارة الطاهرة أصبحت عاهرة ..
سارة الشريفة أصبحت زانية مومس ..
سارة الطيبة المؤمنة أصبحت داعرة ..
يالله ماذا فعلت أنا بأختي .. لهذا الدرب أوصلتها !!
إلى نار جهنم دفعتها بيدي إلى اللعنة أوصلتها أنا إلى السمعة السيئة .. يا رب ماذا أفعل؟
اللهم إني أدعوك أن تأخذني وتعاقبني بدلا عنها يا رب إنك تعلم إنها مظلومة وأنا الذي ظلمتها وأنا الذي أحرفتها وهي لم تكن تعلم!!
كانت تريد إصلاحي فأفسدتها لعن الله المخدرات وطريقها وأهلها !!
أبى مات بعد أيام وأمي لم تنطق بعد ذلك اليوم وأنا لازلت في طريقي الأسود وإخواني على شفا حفرة من الضياع والهلاك .. لعن الله المخدرات وأهلها !!
بعدها بفترة فكرت آن أتوب ولم أستطع الصبر فاستأذنت من أمي أن أسافر إلى الخارج بحجة النزهة لمدة قد تطول أشهراً بحجة أنني أريد النسيان .. فذهبت إلى مستشفى الأمل بعد آن هدمت حياتي وحياة أسرتي وحياة أختي سارة !!
رحمك الله يا سارة رحمك الله .. اللهم اغفر لها ..اللهم ارحمها إنها مسكينة وخذني بدلاً عنها .. يا رب ..!!
عزمت على العلاج ولما سألوني عن التعاطي زعمت أنه من الخارج وأن تعاطي المخدرات كان في أسفاري
وبعد عدة أشهر تعالجت مما كان أصابني من المخدرات ولكن بعد ماذا ؟
بعد ما قطعت كل حبل يضمن لنا حياة هانية سعيدة .. عدت وإذا بأهلي يعيشون على ما يقدمه الناس لهم
لقد باعت أمي منزلنا واستأجرت آخر .. من بعد الفيلا الديلوكس إلى شقة فيها ثلاث غرف ونحن ثمانية أفراد من بعد العز والنعيم ورغد العيش إلى الحصير ومسألة الناس !!
لاعلم لدي ولاعمل وإخواني أصغر مني ونصفهم ترك الدراسة لعدم كفاية المصاريف فأهلي إن ذكر اسم أختي سارة لعنوها وسبوها وجرحوها لأنها السبب في كل ما حصل ودعوا عليها بالنار والثبور وقلبي يتقطع عليها لأنها مظلومة وعلى أهلي لانهم لا يعلمون!!
ولا أستطيع أن أبلغ عن أصحاب الشر والسوء الذين هدموا حياتي وحياة أختي لاني إذا بلغت سأزيد جروح أهلي التي لم تندمل بعد على أختي وآبى وأمي وسمعتنا وعزنا وشرفنا لانهم سيعلمون أني السبب وستزيد جراحهم وسيورطني أصحاب السوء إن بلغت عنهم معهم فأنا في حيرة من أمري!!
إني ابكي في كل وقت ولا أحد يحس بي وأنا أرى أنه من المفروض أن أرجم بالحجارة ولا يكفي ذلك ولا يكفر ما فعلت وما سببت !!
انظروا يا أخواني ماذا فعلت أنا .. إنها المخدرات ونزوات الشيطان .. إنها المخدرات .. إنها أم الخبائث .. إنها الشر المستطير .. كم أفسدت من بيوت ، وكم شردت من بشر وكم فرقت من أسر ..
لا تضحكوا يا إخواني ولا تعجبوا وقولوا اللهم لا شماتة ..
يا اخواني اعتبروا وانشروا قصتي على من تعرفون لعل الله أن يهدي بقصتي لو شخص واحد أكفر به عن خطئي العظيم الذي أعتقد أنه لن يغفر !!
اللهم ارحم سارة بنت ..........اللهم ارحمها واغفر لها .. ووالله إني محتاج لوقفتكم معي في شدتي ولكن لا أريد منكم شيئا وأشكر أخى الذي كتب معاناتي التي بين أيديكم وأحسبه الصاحب الصادق والله حسبه وأشكر من نشرها وعممها ..
وهذا مختصر المختصر من قصتي التي لو شرحتها بالتفصيل لزاعت أنفسكم اشمئزازاً وغمضت عيونكم خجلاً ولعل فيما قلت الكفاية والفائدة .. ووالله لولا الحياء وسكب ماء الوجه لأعطيتكم طريقة اتصال بي لتعرفوا أن في الدنيا مصائب لا تطري على بال بشر ولا يتخيلها إنسان فقولوا يالله الستر والعافية!!
الستر الذي ضيعته أنا والعافية التي ضيعتها أنا .. لو تعرفون طعمها ما تركتم الدعاء والشكر والحمد لله عليها لحظة ولكن خلق الإنسان عجول .. وجزاكم الله خيرا
قصها وعاشها : طالب غفران ربه لأخته